شكا مواطنون مجددا من سوء الخدمات المقدمة في الأقسام التي خصصتها وزارة الصحة لعلاج الحالات المصابة بانفلونزا الخنازير. وأكد مراجعون في حديثهم لـ"السبيل" أمس، نقص الأسرة المخصصة للحالات المثبتة والمشتبه إصابتها بالوباء، فضلا عن افتقار أقسام العزل لأدنى مقومات النظافة، وحتى وسائل التدفئة.
كما انتقد ذوو مراجعين اتساخ الشراشف والوسائد الموضوعة على الأسرة واهتراء الكثير منها. المشكلة الأبرز في شكاوي المراجعين للأقسام المذكورة تمثلت في نقص الأسرة الحاد، ما يفاقم على وجه الخصوص من معاناة ذوي الأطفال المشتبه إصابتهم بالمرض، وهو ما رصدته "السبيل" على سبيل المثال في مستشفى الأمير حمزة.
مندوب "السبيل" رصد أيضا التأخر في إظهار نتائج العينات الأولية للحالات غير المثبتة. إذ يبقى ذوو المراجعين بانتظار النتائج، في وقت لا تجد فيه الحالات المصابة مكانا لتلقي العلاجات الأولية، سوى ممرات وأرضيات القسم.
ساعات طويلة تقضيها حالات تعاني من أعراض انفلونزا الخنازيرعلى مقاعد الزوار وفي الممرات المؤدية إلى قسم العزل في "حمزة" بانتظار معرفة النتائج، ليدخلوا في معاناة أخرى تتمثل في البحث عن سرير صحي لتلقي العلاج.
ويخالف المستشفى الإجراءات اللازمة لعزل الحالات المثبتة والمشتبه إصابتها بالمرض، حيث توضع الحالات غير المثبتة في غرفة واحدة تنعدم فيها مقومات الصحة العامة كمراوح الشفط الطبية المثبتة في الأسقف، لحين الانتهاء من إجراء الفحوصات المخبرية.
ويؤكد أطباء لـ"السبيل"، أن المستشفى المذكور تحول إلى بيئة خصبة لنقل الأمراض والجراثيم بين الحالات المؤكد إصابتها، فضلاعن المراجعين الذين يعانون من أمراض أخرى.
وكانت "السبيل" نشرت في تقرير سابق، أن مراجعين لمستشفى الأمير حمزة أصيبوا عند إدخالهم لأقسام المستشفى بانفلونزا الخنازير. وتطرق التقرير إلى أن فيروس المرض بات منتشرا في بعض الأقسام القريبة من غرف المصابين بالوباء، في الوقت الذي امتنعت فيه الوزارة التعليق على الأمر.
لكن مديرية الرعاية الصحية الأولية تنفي صحة ما يشاع عن نقص في الأسرة، مؤكدة أنه لا وجود للتقصير والإهمال في تطبيق آليات ضبط العدوى داخل المستشفى. ويقول الدكتور عادل البلبيسي لـ"السبيل": "هناك مبالغة في شكاوي المواطنين، فالكثير منهم يريد أن يحصل على خدمة خمس نجوم، وهو ما لا تستطيع مستشفيات الوزارة مجتمعة تأمينه للمراجعين".
وكانت وزارة الصحة أعلنت عن ارتفاع عدد الإصابات المسجلة بانفلونزا الخنازير الى أكثر من ثلاثة آلاف إصابة، بعد تسجيل 25 إصابة جديدة الأسبوع الماضي، فيما ارتفع عدد الوفيات الى 15.
يذكر أن أول وفاة في المملكة سجلت في 12 تشرين الاول، كان ضحيتها شابا في السادسة والعشرين من العمر. وبحسب الوزارة فقد تم تلقيح ثمانية آلاف و453 شخصا ضد المرض.